إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
الإسلام والإيمان والإحسان
5712 مشاهدة
الإحسان وعلاقته بالإسلام والإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحب أن أشرح في هذه الجلسة أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وأركان الإحسان، التي ذكرت في ثلاثة الأصول، واستدل عليها بحديث جبريل المشهور وقبل ذلك نقول: إن الإسلام والإيمان والإحسان متلازمة، وبعض العلماء جعلها مراتب، كما في كتاب صاحب الثلاثة الأصول، فجعل المرتبة الأولى الإسلام، والمرتبة الثانية الإيمان، والثالثة الإحسان، فعلى هذا يكون المسلمون أكثر من المؤمنين، والمؤمنون أكثر من المحسنين، فيكون أهل الإيمان خلاصة أهل الإسلام وأهل الإحسان خلاصة أهل الإيمان، فأهل الإحسان خلاصة الخلاصة، مثلاً لو جمع الناس في بناية واسعة، جُمِعوا وقيل هؤلاء كلهم مسلمون من أهل الإسلام، ثم بعد ذلك انتقي منهم، اختار أهل الاختيار منهم خلاصة وصعدوا بهم في الدور الثاني ثم أولئك الخلاصة والصفوة اختير أيضًا منهم صفوتهم وجعلوا في الدور الثالث فأصبحوا ثلاثة أقسام، القسم الأول الأرضي هؤلاء أهل الإسلام وأفضل منهم الذين فوقهم أهل الإيمان أفضل من أهل الإيمان الذين فوقهم أهل الإحسان هذا هو الأثر ومع ذلك فإنه قد يدخل أهل الإيمان في الإسلام، يطلق الإيمان ويراد به الإسلام ولكن بينهما فرق دقيق؛ ولذلك قال الله تعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا .
وذلك أن المسلمين كثير الآن الذين يقولون نحن مسلمون ولكن فيهم أهل البدع وفيهم أهل المعاصي وفيهم فساق، وفيهم منحرفون، وكلهم يقولون نحن مسلمون، فمثلا من المبتدعة من يسمون أنفسهم شيعة، أو إسماعيلية، يقولون: نحن مع المسلمين ولكن إذا نظرنا في عقائدهم وأعمالهم وإذا هي بعيدة عن الإسلام الحقيقي، جاءوا بما ينافى حقيقة الإسلام، وكذلك إذا نظرنا فيمن يسمون نصيريين، وإذا هم قد نقضوا الإسلام أو يسمون الدروز أو يسمون البعثيين أو يسمون أهل الوحدة وكذلك البدع الذين يتسمون بهم أو يسميهم أهل السنة بمسميات جديدة خارجة عن مسمى المسلمين الحقيقيين.